السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ,,,
الحمد لله الحليم الكريم رب العرش العظيم ،
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما
أما بعد:
ففي أيام الصيف هذه يشهد كثير من المساجد انحسارا شديدا ،
وفي أعداد المصلين في صلاة الفجر ؛ لقصر الليل ،
ووقوع كثير من الناس في السهر المفرط ...
حتى إن كثيرا من الأخيار بلوا بهذا ، ومنهم بعض الأئمة والمؤذنين ،
وهؤلاء أمرهم أعظم ؛ لتعلق الأمانة بهم ، وتأثير تقصيرهم على جماعة المسجد .
وفضل صلاة الفجر ، والجماعة كبير ، والتفريط فيها خطير ،
ولو لم يرد سوى هذين الحديثين لكفى وهما :
عن عثمان رضي الله عنه عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« من صلى العشاء في جماعة ، فكأنما قام نصف الليل ،
ومن صلى الصبح في جماعة ، فكأنما صلى الليل كله » . رواه مسلم .
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
« إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء ، وصلاة الفجر ،
ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ،
ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب
إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار » . متفق عليه .
وأضع بين يدي هذه الوسائل هذه القصص ،
والمواقف لبعض السلف والعلماء
لنرى كيف كانت عنايتهم بالفرائض واهتمامهم بها :
الأولى :
في مصنف عبد الرزاق 1/526:
عن معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت :
« دخل عليَّ بيتي عمر بن الخطاب ، فوجد عندي رجلين نائمين ،
فقال : وما شأن هذين ما شهدا معي الصلاة ؟
قلت : يا أمير المؤمنين صليا مع الناس ـ وكان ذلك في رمضان ـ
فلم يزالا يصليان حتى أصبحا ، وصليا الصبح ، وناما ،
فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي
من أن أصلي ليلة حتى أصبح » .
الثانية :
مصنف عبد الرزاق 1/527:
عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال :
« كان إذا شهد العشاء الآخرة مع الناس صلى ركعات ثم نام ،
وإذا لم يشهدها في جماعة أحيا ليله ،
قال أخبرني بعض أهل معمر:
أنه كان يفعله ، فحدثت به معمرا قال: كان أيوب يفعله » .
الثالثة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/12:
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبدالرحمن بن محمد ، ثنا عبدالرحمن بن عمر ،
حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي:
أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش ،
فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس ، فقال:
هذا مما جنى عليّ هذا الفراش ، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض
وجلده شيئا شهرين ، فقرح فخذاه جميعا .
الرابعة :
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/320:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال:
سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر قال:
سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي
يقول : سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول:
لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة ، فنزل بي ضيف فشغلت به ،
فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة ، فإذا الناس قد صلوا ،
فقلت في نفسي : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
« صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة» ،
وروي « خمسة وعشرين درجة »
، وروي « سبعا وعشرين »
فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة ، ثم رقدت ،
فرأيتني مع قوم راكبي أفراس ، وأنا راكب فرسا كأفراسهم ، ونحن نتجارى ،
وأفراسهم تسبق فرسي ، فجعلت أضربه لألحقهم ، فالتفت إلي آخرهم ،
فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا !قال فقلت: ولم ذاك ؟
قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة .
الخامسة :
في كتاب «جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز» ص79:
في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ على موعد بعد صلاة الفجر ،
فلم يصل في المسجد ، وذهبنا بعد الصلاة إلى منزل سماحته ، وانتظرناه ،
وقلقنا عليه ، فخرج علينا ، وسألنا عن الوقت ، فأخبرناه بأن الجماعة قد صلوا .
وكان ـ رحمه الله ـ متعبا في الليل ، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة ،
وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم ، ولم يكن حوله أحد يوقظه ،
أو يضبط له ساعة المنبه ، وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى ،
وقال للأخوين الزميلين الشيخ عبد الرحمن العتيق ، والأخ حمد بن محمد الناصر :
هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر !
قلت: رحمهم الله ، هكذا كانوا في الاجتهاد في العبادة ،
ومحاسبة النفس عند أدنى خلل ، فزكت نفوسهم ، وعلت هممهم ،
وبقي ذكرهم لمن بعدهم ..
فياليت شعري : من تفوته الصلاة هذه الأيام
هل يحس بشيء من ذلك ؟
من طلبة العلم ، والصالحين
من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا ، وتكرارا ،
مع أنه لم يحيي الليل ، ولا عشره ، بل ولا عشر عشره !
ثم لا يتألم ؟ و لا يحزن ؟ وكأن شيئا لم يكن ؟!
بل إنك ترى بعضهم قد أصبحت عنده عادة مستمرة
يغيب مرة ، ويحضر مرات ،
وإن حضر فمن آخر الناس حتى أصبح محل استغراب ،
وريبة من العوام !
وهذا جانب آخر من جوانب هذه المشكلة ،
فهذا الفاضل عندهم لا يوثق بكلامه ،
ولا علمه ، ولا نصحه من هؤلاء العامة ،
وقد حدثت أن رجلا من العامة كان يعالج أبناءه على صلاة الفجر ،
فأغلظ على أحدهم مرة في إيقاظه ، فقال الولد :
[بالعامي] ( لا تشغلني رح انصح المطوع أول ! )
وكان إمامهم كثير التخلف عن صلاة الفجر .
ولندخل في بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر :
1- من أهم الوسائل على الإطلاق تقوى الله ، والاهتمام بأمر الصلاة في الجماعة ،
فإذا اهتم المسلم بأمر الله الصلاة في الجماعة سيجد ـ بإذن الله ـ
سهولة كبيرة في الاستيقاظ للصلاة ، وهذا أمر مجرب فالذي يهتم بشيء
قد لا يستغرق في نومه من أجل ذلك ، وهذا ظاهر حتى في الأطفال
إذا وعد برحلة في الصباح استيقظ قبل أهله ،
وقبل الموعد من غير أن يوقظه أحد .
2- النوم مبكرا ، وكثير من الناس يعرف الحد الذي يستطيع معه أن يستيقظ ،
وإذا تجاوزه نام عن الصلاة ،
فهذا لا يجوز له أن يسهر إلى الحد الذي يقع معه الخلل
في هذه الفريضة .
3- استخدام وسائل التنبيه كالساعات المنبهة ، والجوالات وغيرها ...
وبعض الناس يشتكي من ثقل نومه فلا يسمعها ،
وبعضهم يشتكي أنه ربما أغلقها من غير شعور ...
ثم عاود النوم ...
وهناك بعض الأفكار لتقوية صوت المنبه منها :
أن تضع هذا المنبه في قِدْرٍ ، أو تقلب هذا القدر ، وتجعل المنبه على ظهره ،
فسيزيد هذا الصوت ، وكذلك الهاتف الجوال ضع مع الجرس ميزة الاهتزاز ،
وضعه على ظهر القدر ، وإن كان في الغرفة (سراميك) ،
واخترت قدرا قديما متمايل الأطراف
فسيصبح الصوت كالزلزال ، ويوقظ الجيران !
أما من كان يغلقها من غير شعور ، فيمكن أن يستخدم عددا من المنبهات ،
ويغاير بين أوقات تركيبها ، فيجعل بينها عددا من الدقائق ،
وكذلك يغاير بين مواقعها .
4- الاستفادة من تقنية التبريد في أيام الصيف الشديد فبعض المكيفات (السبلت)
فيها ميزة ضبط الوقت في التشغيل والإغلاق ؛
فيمكن ضبطه على الإغلاق قبل موعد الاستيقاظ بنصف ساعة أو أكثر .
والمكيفات التي لا توجد بها هذه التقنية يمكن أن يوضع جهاز صغير لها
يسمى بالإنجليزية (تايمر) ، وفكرته أنه يركب في (فيش) الجدار ،
ويَضبط عملية التشغيل إلى 12 ساعة ، فمثلا نمتَ الساعة الواحدة ليلا ،
وتريد الاستيقاظ الساعة الثالثة ، ضعه على رقم اثنين ،
فسيعمل المكيف لمدة ساعتين ثم ينطفئ بعدها مباشرة ، وهكذا.
والحر كفيل بتخفيف حدة النوم إن لم يوقظك قبل أن يدق جرس الساعة .
5- من الوسائل التكثير من شرب السوائل قبل النوم ، وعدم دخول الخلاء ،
فسيوقظك الحسر بلا ساعة ، وبالتجربة ستعرف القدر ،
والمقدار الذي يساعدك على الاستيقاظ في الوقت المناسب .
6- قد يضطر الإنسان أحيانا لسهر بغير إرادته لظرف ، أو آخر ،
فيصل لوقت يظن أنه لا يستطيع أن يستيقظ معه ...
فالحل أن يغير مكان نومه ، وفراشه فينام مثلا على الأرض من غير فراش ،
أو من غير وسادة في غير غرفة نومه ...
ونحو ذلك من التغييرات التي تطرد الاستغراق في النوم وتسهل عملية الاستيقاظ .
هذا الذي سنح بالبال الآن ، ولعل في بالك زيادة .
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحمد لله الحليم الكريم رب العرش العظيم ،
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما
أما بعد:
ففي أيام الصيف هذه يشهد كثير من المساجد انحسارا شديدا ،
وفي أعداد المصلين في صلاة الفجر ؛ لقصر الليل ،
ووقوع كثير من الناس في السهر المفرط ...
حتى إن كثيرا من الأخيار بلوا بهذا ، ومنهم بعض الأئمة والمؤذنين ،
وهؤلاء أمرهم أعظم ؛ لتعلق الأمانة بهم ، وتأثير تقصيرهم على جماعة المسجد .
وفضل صلاة الفجر ، والجماعة كبير ، والتفريط فيها خطير ،
ولو لم يرد سوى هذين الحديثين لكفى وهما :
عن عثمان رضي الله عنه عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« من صلى العشاء في جماعة ، فكأنما قام نصف الليل ،
ومن صلى الصبح في جماعة ، فكأنما صلى الليل كله » . رواه مسلم .
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
« إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء ، وصلاة الفجر ،
ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ،
ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب
إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار » . متفق عليه .
وأضع بين يدي هذه الوسائل هذه القصص ،
والمواقف لبعض السلف والعلماء
لنرى كيف كانت عنايتهم بالفرائض واهتمامهم بها :
الأولى :
في مصنف عبد الرزاق 1/526:
عن معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت :
« دخل عليَّ بيتي عمر بن الخطاب ، فوجد عندي رجلين نائمين ،
فقال : وما شأن هذين ما شهدا معي الصلاة ؟
قلت : يا أمير المؤمنين صليا مع الناس ـ وكان ذلك في رمضان ـ
فلم يزالا يصليان حتى أصبحا ، وصليا الصبح ، وناما ،
فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي
من أن أصلي ليلة حتى أصبح » .
الثانية :
مصنف عبد الرزاق 1/527:
عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال :
« كان إذا شهد العشاء الآخرة مع الناس صلى ركعات ثم نام ،
وإذا لم يشهدها في جماعة أحيا ليله ،
قال أخبرني بعض أهل معمر:
أنه كان يفعله ، فحدثت به معمرا قال: كان أيوب يفعله » .
الثالثة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/12:
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبدالرحمن بن محمد ، ثنا عبدالرحمن بن عمر ،
حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي:
أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش ،
فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس ، فقال:
هذا مما جنى عليّ هذا الفراش ، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض
وجلده شيئا شهرين ، فقرح فخذاه جميعا .
الرابعة :
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/320:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال:
سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر قال:
سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي
يقول : سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول:
لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة ، فنزل بي ضيف فشغلت به ،
فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة ، فإذا الناس قد صلوا ،
فقلت في نفسي : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
« صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة» ،
وروي « خمسة وعشرين درجة »
، وروي « سبعا وعشرين »
فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة ، ثم رقدت ،
فرأيتني مع قوم راكبي أفراس ، وأنا راكب فرسا كأفراسهم ، ونحن نتجارى ،
وأفراسهم تسبق فرسي ، فجعلت أضربه لألحقهم ، فالتفت إلي آخرهم ،
فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا !قال فقلت: ولم ذاك ؟
قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة .
الخامسة :
في كتاب «جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز» ص79:
في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ على موعد بعد صلاة الفجر ،
فلم يصل في المسجد ، وذهبنا بعد الصلاة إلى منزل سماحته ، وانتظرناه ،
وقلقنا عليه ، فخرج علينا ، وسألنا عن الوقت ، فأخبرناه بأن الجماعة قد صلوا .
وكان ـ رحمه الله ـ متعبا في الليل ، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة ،
وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم ، ولم يكن حوله أحد يوقظه ،
أو يضبط له ساعة المنبه ، وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى ،
وقال للأخوين الزميلين الشيخ عبد الرحمن العتيق ، والأخ حمد بن محمد الناصر :
هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر !
قلت: رحمهم الله ، هكذا كانوا في الاجتهاد في العبادة ،
ومحاسبة النفس عند أدنى خلل ، فزكت نفوسهم ، وعلت هممهم ،
وبقي ذكرهم لمن بعدهم ..
فياليت شعري : من تفوته الصلاة هذه الأيام
هل يحس بشيء من ذلك ؟
من طلبة العلم ، والصالحين
من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا ، وتكرارا ،
مع أنه لم يحيي الليل ، ولا عشره ، بل ولا عشر عشره !
ثم لا يتألم ؟ و لا يحزن ؟ وكأن شيئا لم يكن ؟!
بل إنك ترى بعضهم قد أصبحت عنده عادة مستمرة
يغيب مرة ، ويحضر مرات ،
وإن حضر فمن آخر الناس حتى أصبح محل استغراب ،
وريبة من العوام !
وهذا جانب آخر من جوانب هذه المشكلة ،
فهذا الفاضل عندهم لا يوثق بكلامه ،
ولا علمه ، ولا نصحه من هؤلاء العامة ،
وقد حدثت أن رجلا من العامة كان يعالج أبناءه على صلاة الفجر ،
فأغلظ على أحدهم مرة في إيقاظه ، فقال الولد :
[بالعامي] ( لا تشغلني رح انصح المطوع أول ! )
وكان إمامهم كثير التخلف عن صلاة الفجر .
ولندخل في بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر :
1- من أهم الوسائل على الإطلاق تقوى الله ، والاهتمام بأمر الصلاة في الجماعة ،
فإذا اهتم المسلم بأمر الله الصلاة في الجماعة سيجد ـ بإذن الله ـ
سهولة كبيرة في الاستيقاظ للصلاة ، وهذا أمر مجرب فالذي يهتم بشيء
قد لا يستغرق في نومه من أجل ذلك ، وهذا ظاهر حتى في الأطفال
إذا وعد برحلة في الصباح استيقظ قبل أهله ،
وقبل الموعد من غير أن يوقظه أحد .
2- النوم مبكرا ، وكثير من الناس يعرف الحد الذي يستطيع معه أن يستيقظ ،
وإذا تجاوزه نام عن الصلاة ،
فهذا لا يجوز له أن يسهر إلى الحد الذي يقع معه الخلل
في هذه الفريضة .
3- استخدام وسائل التنبيه كالساعات المنبهة ، والجوالات وغيرها ...
وبعض الناس يشتكي من ثقل نومه فلا يسمعها ،
وبعضهم يشتكي أنه ربما أغلقها من غير شعور ...
ثم عاود النوم ...
وهناك بعض الأفكار لتقوية صوت المنبه منها :
أن تضع هذا المنبه في قِدْرٍ ، أو تقلب هذا القدر ، وتجعل المنبه على ظهره ،
فسيزيد هذا الصوت ، وكذلك الهاتف الجوال ضع مع الجرس ميزة الاهتزاز ،
وضعه على ظهر القدر ، وإن كان في الغرفة (سراميك) ،
واخترت قدرا قديما متمايل الأطراف
فسيصبح الصوت كالزلزال ، ويوقظ الجيران !
أما من كان يغلقها من غير شعور ، فيمكن أن يستخدم عددا من المنبهات ،
ويغاير بين أوقات تركيبها ، فيجعل بينها عددا من الدقائق ،
وكذلك يغاير بين مواقعها .
4- الاستفادة من تقنية التبريد في أيام الصيف الشديد فبعض المكيفات (السبلت)
فيها ميزة ضبط الوقت في التشغيل والإغلاق ؛
فيمكن ضبطه على الإغلاق قبل موعد الاستيقاظ بنصف ساعة أو أكثر .
والمكيفات التي لا توجد بها هذه التقنية يمكن أن يوضع جهاز صغير لها
يسمى بالإنجليزية (تايمر) ، وفكرته أنه يركب في (فيش) الجدار ،
ويَضبط عملية التشغيل إلى 12 ساعة ، فمثلا نمتَ الساعة الواحدة ليلا ،
وتريد الاستيقاظ الساعة الثالثة ، ضعه على رقم اثنين ،
فسيعمل المكيف لمدة ساعتين ثم ينطفئ بعدها مباشرة ، وهكذا.
والحر كفيل بتخفيف حدة النوم إن لم يوقظك قبل أن يدق جرس الساعة .
5- من الوسائل التكثير من شرب السوائل قبل النوم ، وعدم دخول الخلاء ،
فسيوقظك الحسر بلا ساعة ، وبالتجربة ستعرف القدر ،
والمقدار الذي يساعدك على الاستيقاظ في الوقت المناسب .
6- قد يضطر الإنسان أحيانا لسهر بغير إرادته لظرف ، أو آخر ،
فيصل لوقت يظن أنه لا يستطيع أن يستيقظ معه ...
فالحل أن يغير مكان نومه ، وفراشه فينام مثلا على الأرض من غير فراش ،
أو من غير وسادة في غير غرفة نومه ...
ونحو ذلك من التغييرات التي تطرد الاستغراق في النوم وتسهل عملية الاستيقاظ .
هذا الذي سنح بالبال الآن ، ولعل في بالك زيادة .
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل